[img]
http://www.manaratweb.com/photo/1279371899.jpg[/img] الدكتور :- مصطفى شلبى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله
يقول المولى سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً وَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
أيها المسلمون : إن الزواج نعمة كبيرة وآية عظيمة من آيات الله ، وهو من آيات الله الدالة على عظمته وكمال قدرته و حكمته العظيمة ، وعلمه المحيط ، فجعل لنا من أنفسنا من نأنس به ونسكن إليه ، كما قال تعالى : {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189
وفي تلك الآية وضع القرآن أُسس الحياة العاطفية الهانئة الهادئة، فالزوجة ملاذ للزوج يأوي إليها بعد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيش، ويركن إلى مؤانسته بعد كده وجهده وسعيه ودَأَبِه، يلقي في نهاية مطافه بمتاعبه إلى هذا الملاذ, إلى زوجته التي ينبغي أن تتلقاه فَرِحَة، طلقة الوجه، ضاحكة الأسارير، يجد منها آنئذٍ أُذنًا صاغية وقلبًا حانيًا، وحديثًا رقيقًا.
ولقد شرع الله الزواج لتكوين الأسره التى هى اللبنة الأولى لتكوين المجتمع وكلما كانت الأسرة صالحة وقوية كلما كان المجتمع متماسكا وقويا ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم عن أبي أُمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله - عزّ وجلّ - خيرًا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهدف الزواج كما أخبر المولى عز وجل (وجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) فمن غير المودة والرحمه لا نجاح للحياة الزوجية وستُحرم البيوت من السعادة الزوجية والإستقرار الأسرى
واليوم كثرت حالات الطلاق وانهيار الأسره فى المجتمعات العربية والمجتمع المصرى فى المقدمة كما كشف إحصاء صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، عن وقوع حالة طلاق كل 6 دقائق، وأن هناك 88 ألف حالة طلاق تحدث كل عام. ورصدت الإحصاءات 240 حكماً بالطلاق يصدر كل يوم في محاكم الأحوال الشخصية كما كشفت دراسة خطيرة عام 2008 بمركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ان مصر أصبحت الاولى على مستوى العالم فى حالات الطلاق.
وقالت الدراسة إن معدلات الطلاق خلال الخمسين عاما الماضية ارتفعت من 7% الى 40% وأن اليوم الواحد يشهد 240 حالة طلاق ليبلغ اجمالى عدد المطلقات فى مصر 2.5 مليون مطلقة.
وأشارت الدراسة التى استعانت باحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء الى أن 40% من حالات الزواج انتهت بالطلاق.
وأضافت الدراسة أن 50% من حالات الطلاق فى مصر تقع خلال السنة الاولى وأن معظم المطلقين لم يتعدوا سن الثلاثين .
- هذه الحقائق والبيانات المزعجة لها أسبابها كما تحدث د.على جمعة مفتي مصر أن السبب وراء حالات الطلاق السريع إلي فقدان الأصول الضابطة التي تحكم العلاقة بين الزوجين،.
- ويشير فضيلته إلي أن هناك اتجاها لتهميش دور الدين في الحياة وفي العلاقة بين الزوجين، وحدوث أغلب المشكلات الزوجية سببها الرئيسي هو تهميش دور الدين في الحياة الاجتماعية، والحل الأمثل للمعضلات التي تواجهها الأسرة المعاصرة هو تفعيل دور الدين داخل مؤسسة الأسرة، فللدين دور أساسي في الحراك الاجتماعي، وفي المنظومة الاجتماعية لكننا نجهل ذلك .
- أيها المسلمون هذه نتيجة حتمية للبُعد عن شرع الله عز وجل وتطبيقه فى حياتنا ,فى بيوتنا . فى مصالحنا ومعاملاتنا وإلا الهلاك والمعيشة الضنك كما أخبرنا خالقنا سبحانه وتعالى ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))طه آية 124
- أيها المسلمون ماحدث هذا إلا لأننا هجرنا كتاب ربنا وتعاليمه وصدق فينا قول ربنا عز وجل: { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } [الفرقان]. قال ابن القيم في كتابه القيم " الفوائد ": وهجر القرآن أنواع: أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه. والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به. والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين، وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم. والرابع: هجر تدبره وتفهمه، ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
- والمتدبر لكتاب الله عز وجل يجد قوانين قرآنية لتحقيق السعادة الزوجية, أخبرنا بها الخالق سبحانه وتعالى, ووجب علينا جميعا معرفتها وحسن تدبرها والعمل بها إن كنا نريد لأنفسنا ولأولادنا السعادة فى الدارين .
نذكر من هذه القوانين
القانون الأول : تقوى الله عز وجل
أخى المسلم, إن الثلاث آيات التى تتحدث عن تقوى الله عز وجل ونحفظها جميعا ونُكثر من تردادها قوله تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )الطلاق 2-3 ..
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) الطلاق 4
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) الطلاق 5
هذه الآيات جاءت فى معرض حديث المولى عز وجل عن الأسرة وعوامل الحفاظ عليها من التصدع والإنهيار وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن المولى عز وجل يخبرنا أن البيت الهانئ السعيد المتمتع بالإستقرار لا بد أن يكون مبنيا على تقوى الله عز وجل . أن يتقى الزوج الله عز وجل الله فى زوجته وأولاده فلا يُطعمهم إلا من حلال ويجنبهم الحرام فى المطعم والمأكل والمشرب, قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" التحريم وأن تتقى الزوجة الله عز وجل في زوجها وتكون كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم, أخرج الطبراني في «المعجم الأوسط» برقم (2115) عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أفاد عبدٌ بعد الإسلام خيراً له من زوجة مؤمنة: إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله )
-القانون الثانى (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )
قَالَ اِبْن عَبَّاس رضى الله عنهما : إِنِّي لَأَتَزَيَّن لِامْرَأَتِي كَمَا تَتَزَيَّن لِي , وَمَا أُحِبّ أَنْ أَسْتَنْظِف كُلّ حَقِّي الَّذِي لِي عَلَيْهَا فَتَسْتَوْجِب حَقّهَا الَّذِي لَهَا عَلَيَّ ; لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ : " وَلَهُنَّ مِثْل الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ". وَعَنْهُ أَيْضًا : أَيْ لَهُنَّ مِنْ حُسْن الصُّحْبَة وَالْعِشْرَة بِالْمَعْرُوفِ عَلَى أَزْوَاجهنَّ مِثْل الَّذِي عَلَيْهِنَّ مِنْ الطَّاعَة فِيمَا أَوْجَبَهُ عَلَيْهِنَّ لِأَزْوَاجِهِنَّ وَقَالَ اِبْن زَيْد : تَتَّقُونَ اللَّه
فِيهِنَّ كَمَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَتَّقِينَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِيكُمْ وَالْآيَة تَعُمّ جَمِيع ذَلِكَ مِنْ حُقُوق الزَّوْجِيَّة .
هذا قول الصالحين وفعلهم فأين أنت أخى المسلم من ذلك ؟
أعجب ممن يطلب من زوجته أن تتزين له وهو لا يهتم بمظهره ونظافته الشخصية كتنظيف فمه فكم من حالات طلاق سببها أنين الزوجة من رائحة فم زوجها الذى لايُطاق !!! ونصحته ولا مجيب, أقول لمثل هؤلاء ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف )
أعجب ممن يطلب من زوجته أن لاتعلى صوتها عليه وهو لا يتورع عن فعل ذلك ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف )
أعجب ممن يطلب من زوجته أن لا تذكر أهله بسوء وهو لايتورع عن هذا ( ولهن الذى عليهن بالمعروف )
أخى المسلم لو بحث كل طرف عن حقه فقط ما أخذ أحد حقه ولو شغل كل من الزوجين نفسه بواجباته لأخذ كل منهم حقه
القانون الثالث : (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)
إن االله - عز وجل - عبَّر بلفظ اللباس دون غيره، وجعل الرجل لباساً للمرأة، وجعل المرأة لباساً للرجل ؛ لأن للباس هنا معان عظيمة، قد لا نحيط بها، ولكن نحاول بالتأمل أن نوضح شيئاً منها
أولاً:اللباس هو الشيء الذي يتصل بك اتصالاً جسدياً مباشراً دون حواجز.
ولذلك، فإن المفترض في العلاقة الزوجية أن تذيب الحواجز النفسية والرسمية بين الزوجين، حتى كأنهما جسد واحد، وروح واحدة،!
ثانياً: لفظ اللباس للرجل والمرأة؛ فيه معنى التكافؤ النفسي، والبدني.
فللمرأة دورها، وللرجل دوره ،والمرأة ليست مجرد موضع لقضاء الوطر، أو الحاجة الخاصة؛ بل هي شخصية إنسانية، مكافئة للرجل ، ولهذا كان كل منهما لباساً للآخر في الحياة كلها.
ثالثاً: اللباس زينة.
والمرأة تتزين بزوجها،وتحسن من صورته أمام أهلها وهو كذلك يحسن من صورة زوجته أمام أهله .
فكم من المشكلات العائلية بسبب التغافل عن هذا التوجيه الربانى فينقل الزوج مايسئ إلى زوجته إلى أهله وكذلك الزوجة مما يؤدى إلى تقطيع الأوصال والأرحام
رابعاً: اللباس ستر.
يقول الله - سبحانه وتعالى-:{لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا} (26) سورة الأعراف.
فيستر نفسه، وأهله بالحلال عن الحرام ، ويستر نفسه وأهله، فلا يبوح بأسرار الحياة الزوجية؛ سواء كانت أسرار المعاشرة الجسدية، أو أسرار العلاقة، حتى المشكلات التي تقع بين الزوجين، فلا يجوز أن تكون مضغة تلاك على ألسنة الأقارب، والأباعد
فأين هذا ممن لا يتورعون عن الحديث فى أماكن العمل مع الزملاء عن خصوصيات الحياة الزوجية ومواطن الضعف والقصور لدى الزوجات وكذلك الشكوى للأمهات والأخوات من الزوج والزوجة فيحدث ما لا تُحمد عقباه .
أيها الزوج ,لقد تعودت على طعام تعده أمك التى تمتلك خبرة عشرات السنين فى إعداد الطعام فلماذا لاتصبر على زوجتك؟ حتى تمتلك هذه الخبرة ولتستر تقصيرها أمام أمك وأخواتك . أيتها الزوجة, إنك أتيتِ من بيت أبيك الذى لديه من الإمكانات المادية الكثير والكثير فانتقلت إلى بيت زوجك الشاب الذى بالكاد يمتلك قوت يومه وهذا حال الغالب من شبابنا فهلا سترت زوجك وصبرت معه ( لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها ) وعسى الله أن يُحدث بعد ذلك الصبر أمرا فيفتح الله عليكما بالمطعم والمسكن والمأكل والمشرب وإلا فالصبر من أجل موعد للنعيم مع زوجك فى جنة عرضها السماوات والارض
خامساً:
اللباس وقاية وحماية ودفء كما قال الله - عز وجل-:{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ} (81) سورة النحل.
وقال - سبحانه وتعالى-:{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ...} (80) سورة الأنبياء.
سادسا: اللباس هدوء وسكينة
ولهذا قال - سبحانه وتعالى-:{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} (10) سورة النبأ.
فالمرء يجد في الزواج سكينته، وطمأنينته ، ولهذا بشَّر النبي - صلى الله عليه وسلم- السيدة خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا وصب.
* فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ، أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِي أَتَتْكَ؛ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّى، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ في الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ). انظر صحيح البخاري (3820)، وصحيح مسلم (2432).
قال أهل العلم: إنما بشرها بذلك؛ لأن بيتها في الدنيا كان كذلك.
ولم يكن ككثير من البيوت، ترتفع فيه الأصوات ويكثر فيه الصراخ، والخلافات، وتعصف به المشكلات الزوجية.
سابعاً: اللباس حفظ لعورة الإنسان، وجسده
فالمرأة تحفظ الرجل في نفسها، وماله، وولده.
وهو يحفظها في نفسه، وفي سرها، وفي الوفاء بعدها.
كما قال الله - عز وجل - :{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} (34) سورة النساء.
ثامنا : اللباس نظافة وغُسل، يتجدد به الثوب، وتتجدد به الحياة، كلما طرأ عليها شيء من الكدر، أو الاتساخ، أو البِلى والتقادم كما يجدد الإنسان ملابسه يوماً بعد يوم.
وهكذا تحتاج الحياة الزوجية إلى التجديد وتغذية العواطف واستجاشتها بكلمات الحب والتقدير والوفاء ( قل لعبادى يقولوا التى هى أحسن ) فنحن لسنا مخيرين بين القول السئ والحسن بل بين القول الحسن والأحسن هذا مع عموم الناس وأهلونا أولى وأوجب ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ؛.
تاسعا: اللباس خصوصية، فلا أحد يلبس ثيابك، وأنت لا تلبس ثياب الآخرين ، قال الله - سبحانه وتعالى-:{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} (6) سورة المؤمنون.
عاشرا: اللباس تجدد وتنوع من منا لا يملك إلا ثوباً واحداً
ولهذا قال لنا ربنا - سبحانه وتعالى-:{نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (223) سورة البقرة.
عن حدود استمتاع الرجل بزوجته، وأباح صور الاستمتاع الشرعي كلها، فلا بد من التجديد حتى لا تصبح الممارسات عادات . التجديد مااستطعت فى الأثاث المنزلى حتى ولو بإعادة الترتيب والتنظيم . التجديد فى قضاء العطلة الصيفيه أو الفسحة الأسبوعية .
وأخيراً: أخى المسلم إليكم هذه النصيحة القرآنية وذلك في قوله سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُم) التغابن آيه 15
أيها الأخوة المسلمون, كم منا يحفظ هذا الجزء من الآية ونكثر من الاستدلال به فى حياتنا فماإن تواجهنا مشكلة أسرية مع الزوج أو الزوجة أو الأولاد إلا ونسارع بالقول ( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم )
وهذه حالة متكررة فى مجتمعنا . أن تحدث الخلافات الزوجية فيتحول كل من الزوج والزوجة إلى عدو للآخر بكل ماتحمله كلمة العدو وينصب كلا الطرفين كل مايمتلكه من أسلحة ويصوبها تجاه الآخر يحاول أن ينال منه متناسيا مابينهما من فضل ومعروف . فيلجأ الزوج للقضاء عن طريق محام محترف يستطيع أن يمكنه من النيل وتحقيق الأذى للطرف الآخر . فما هى النتيجة ؟
النتيجة أيها الأخوة هى انهيار الأسرة والتفكك الأسرى الذى بدأيتفشى فى المجتمع على النحو الذى ذكره تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وكذلك ما يحدث بين الآباء والأبناء فما الحل وما السبيل أيها المسلمون ؟
النجاة أيها الأخوة سطرها لنا المولى عز وجل فى النصف الثانى من هذه الآية (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا)
- الله عز وجل يخبرنا أنه حين يحتدم الخلاف بين الزوجين فالحل فى يد كل منهما أن يعفو كل طرف عن الطرف الآخر ولايكتفى بالعفو بل يصفح أيضا وليس ذلك وفقط بل يغفر كل طرف للآخر فتصبح القلوب بيضاء ناصعة خالية من البغضاء المهلكة وتعود السعادة ترفرف بجناحيها من جديد على الأسرفتحفظها من التفكك والدمار .
- ولكن أيها الأخوة المسلمون ,هل هذا الأمر سهل هين ؟أقول ,لا, إنه صعب عسير . صعب حين يشتد الخلاف وينصب الشيطان عرشه ويسلط سهامه لتحقيق أعز أمانيه لتفكيك الأسرة فى هذه اللحظات ما أصعب العفو والصفح والمغفرة ولكنها منزلة سهلة على من تدبر خاتمة الآية .
- أقول أخى المسلم أتذكر ذنوبك ؟ استرجعها فى ذهنك ؟
- هل تذكرتها جميعها صغيرها وعظيمها ؟ أتذكر ذلك الذنب الذى يؤرقك ويؤلمك ؟ هل تريد وتتمنى أن يغفر لك الله كل هذه الذنوب ؟ بيدك أن يغفرها الله لك ! فما الثمن ؟ الثمن أخى المسلم أختى المسلمة (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا) أكمل الآية ( فَإِنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم ) أى بعفوك وصفحك ومغفرتك لزوجتك ذلتها وخطأها يعفوا الله ويصفح ويغفر لك كل هذه الذنوب ,والله أعز واكرم سبحانه وتعالى, والحديث موجه لكلا الطرفين للزوج والزوجة للآباء والأبناء ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّات النَّعِيم. ) سورة الواقعة آية 12
وأخيرا ,أيها الأخوة إليكم هذه الوردة العطرة أقتطفها لكم من هدى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- " ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ؟النبي في الجنة، و الصديق في الجنة، و الشهيد في الجنة، و المولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز وجل، و نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، و تقول: لا أذوق غمضا حتى ترضى}رواه النسائي في عشرة النساء وصححه الألبانى{
- أيها الأخوة, الشاهد في الحديث (ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، و تقول: لا أذوق غمضا حتى ترض )
- أخي المسلم بعض جلسات محاكم الأسرة يزيد عدد القضايا في الجلسة الواحدة عن خمسمائة قضيه مشكلات أسريه معظمها يؤول إلى الطلاق . حل كل هذه المشكلات بهذه الآية وهذا الحديث نحفظهما لأزواجنا وبناتنا وأبنائنا ونربيهم على
هدى قرآننا وسنة نبينا اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، اللهم احفظ بيوتنا وبارك في أزواجنا وأبنائنا واجعلهم يا ربنا ذرية صالحه اللهم آمين